P.O.B. 186 9100101, Gerusalemme (Israele)

اشترك في نشرتنا الإخبارية

ابقى على تواصل معنا

    logo main logo dark logo light

    الرَّبُّ سَيَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ


    "الرَّبُّ سَيَمْسَحُ كُلَّ دَمْعَةٍ"(رؤيا 7:17)

    السلام معكم جميعًا من الجسمانية، بستان طاعة الرب.

    أمام التصعيد الذي نشهده والهدنة الهشّة، ينبغي أن نُكَثّف صلاتنا. لا يتعلق الأمر بالإكثار من الصلوات، بل بأن نصبح نحن أنفسنا صلاةً مقبولة لدى الله الحيّ (راجع روما 12: 1). علينا أن نكون مثل إبراهيم الصغير الذي يشفع بثقة عظيمة وإصرار من أجل هذه الإنسانية المضطربة، التي تريد فرض السلام بقوة دنيوية بحته (راجع تكوين 18: 24).

    في هذا الوقت، يعبّر الكثير من الأشخاص عن تضامنهم معنا بالصلاة ويسألوننا كيف يمكنهم المساعدة. نريد أن ندعو الجميع للصلاة من أجل أولئك الذين يتحملون وطأة هذا الظلم الناجم عن ويلات الحرب. نحن بالكاد نحمل العبء المعنوي، وبالمقارنة معهم نحن بحال جيدة. هناك ضحايا آخرون يرزحون تحت عنف الكراهية، والخطر أن تصبح هذه الجراح إرثًا ثقافيًا تنشأ عليه الأجيال الجديدة. ينبغي أن يدفعنا كل هذا لنسأل الله الآب نعمة الإيمان، كي ننظر إلى الواقع كما علّمنا ابنه الوحيد أن ننظر إليه. في الحقيقة، لا يمكننا هنا أن نفتتح نقاشًا معمقًا حول قوة الشر، لكننا نشير إليه بإيجاز، إذا كان هناك جُناة يقترفون الشر وكلنا يرى ثماره الخبيثة، فعلينا أن ندرك أن هؤلاء الناس، قبل أن يكونوا كذلك، هم ضحايا الشيطان، وعبيده، حتى دون أن يعلموا! هذا لا يبرر ما يفعلونه، ولكنه يجب أن يحفزنا على المزيد من الصلاة من أجل الجميع، حتى من أجل أعدائنا (راجع متى 5: 38-48). عندما وصل الرب يسوع إلى هذه البستان ليلاً، طلب من تلاميذه أن يبقوا بقربه، طلبه للقرب هذا يكشف لنا مرةً أخرى سرًا عظيمًا. من جهة، يدعونا ألّا ندخل الظلام وحدنا. ومن جهة أخرى، علينا أن ندرك أن الرب يعمل دائمًا، حتى في أحلك الليالي. بهذه الطريقة يقترب من كل إنسان متألم، ويصبح عزاءً له، فهو الذي يأتي ليمسح كل دمعة لكل من يحمل صورته على وجهه (راجع رؤيا 7 :17؛ تكوين 1 :26-27).

    ومن المفارقات أنه حتى من خلال هذه المحنة، نحن مدعوون إلى أن نمتلك وعيًا أعمق: كل شيء يزول، والله وحده هو المطلق. كل شيء يزول، وهو وحده يبقى! بهذا المعنى، يمكننا القول إنه علينا نحن أيضًا أن نخوض "حربًا أشد"، حربًا ضد أنفسنا، لنتخلى عن الأشياء الغير ضرورية والبشرية، -وننزع السلاح-، ونرتفع إلى نبُل ما هو مهم حقًا ويستحق الحب: الله وقريبنا.

    فلنطلب بشفاعة مريم العذراء الكلية القداسة نعمة السلام بحسب مشيئة الرب، ولنبدأ نحن أنفسنا بعيش هذا السلام في واقعنا الذي شاء الآب أن يفكر بنا فيه ويضعنا فيه. فلنحيا كمواطنين في السماء، موجودين في العالم ولكن ليسوا من العالم. فلنحيا بالإيمان بالذي وحده يستطيع أن يخلّصنا!

    صلاة مباركة

    ساعة مقدسة

    نحن أبناء القديس فرنسيس، ونحن حُرّاس، بحسب مشيئة الله، على أحد الأماكن التي أحبها يسوع كثيرًا: البستان االذي يُدعى الجسمانية

    حدد لغتك
    AR IT EN ES FR PT DE PL